نعم ينجح الغشاشون هذه حقيقة من الحقائق التي نشاهدها في المجتمع أعتقد اننا جميعا رأينا أحد أصدقائنا يقوم بعملية الغش في الاختبارات ويتفنن بها وكنت تشعر بأنه يقوم بعمل دنيء وأنه سوف يفشل ثم تتفاجأ بأنه حصل على درجات أفضل من درجاتك وتم تكريمه ومن ثم دخل الى التخصص الافضل واستمر بذلك الغش حتى حصل على وظيفة أفضل مما لديك
وحقيقةً إن أدوات التقييم في المجتمع غير فعالة ولا تقيم الموظف بقدر ما تقييم الاوراق التي يحملها ثم لا يقوم تقييم الموظف بعد ذلك على انجازه …. هل نقوم بتقييم موظفينا ؟
الحياة الكريمة هي التي تبنى على القيم والأخلاق والصدق … وهذا السلوك بعيد كل البعد عن هذه القيم
عندما تتحدث مع الناس عن الغش الكل يجمع عن أنه أمر محرم وليس من شيم الكرام بل قد تسمع بعض الخطب الرنانة في هذا السياق
وبعدها نمارس كل هذا الغش .. الامر لا يقتصر على الدراسة فكم من تاجر يمارس الغش والخداع هناك البعض من المتصدرين في عديد من المجالات قاموا على الغش وحققوا النجاح
في أحد المحاضرات قال المحاضر الذي لم يغش أبدا في كل مراحل التعليم يرفع يده عدد الحضور كان كبيرا لم يرفع يده إلا خمسه من الحضور … اعرف أن هذا الحدث لا يعد دراسة .. إلا أنه يبين أن الغش ظاهرة وللأسف لا يتوقف الغش في مقاعد الدراسة الثانوية أو في مرحلة البكالوريوس .. بل في حديث مع أحد أساتذة البحث العلمي أخبرني بأن طلاب الماجستير ايضا هناك من يكتب لهم البحث .. ولا تخلوا مرحلة الدكتوراه من مثل هذه الاحداث ..
مرات أشعر أن لدينا انفصام في مجتمعنا فنحن نقول أشياء ونفعل عكسها ..
الى الآن لا نملك الشجاعة لمواجهة قيمنا
قبل عدة أشهر قال لي عامل من الجنسية البنغالية .. ايش الفائدة ان يكون الانسان صادق ؟
فقلت له لماذا ؟
أخبرني انه ملتزم بالعمل مع الشركة وله أكثر من ستة أشهر لم يستلم أي راتب والذي لا يتجاوز 400 ريال ثم يسألني من أين أأكل هل أسرق أو أبيع بعض الممنوعات كما يفعل أصدقائي في السكن ؟
وبدأ يسرد علي بعض الاعمال التي تعرفونها جميعا ..
كنت أشرح له أن ما يجمع عن طريق القاذورات يبقى قاذورات لم يستطع فهم ما اقول له .. اعلم انني لم أفلح في تبرير الموقف له
في العلوم الشرقية يقولون أن الكارم تعود على صاحبها أي من نجح عن طريق الغش سوف يكون هذا النجاح سبب في تعاسته
وأنا أقول أن من نجح عن طريق الغش ولم يتب عن هذا الغش فإن التوفيق سوف يُجانبه كثير في حياته …
فلا يمكن ان تبني منزلا من القاذورات وتسكن به
يحكى أنه كانت هناك بطة تتحدث مع الثور فقالت له
ليتني استطيع بلوغ أعلى هذه الصخرة.
ولم لا؟ (أجاب الثور) يمكنني أن أضع لكِ بعض الروث حتى تساعدك على الصعود.
وهكذا كان.
في اليوم الأول،سكب الثور روثه بجوار الصخرة فتمكنت البطة من بلوغ ثلثها.
وفي اليوم الثاني،حثا الثور روثه في نفس المكان فاستطاعت البطة الوصول لثلثي الصخرة.
وفي اليوم الثالث كانت كومة الروث قد حاذت قمة الصخرة.
سارعت البطة للصعود،وما أن وضعت قدمها على قمة الصخرة حتى شاهدها صيادٌ فأرداها.
مغزى القصة
يمكن للقذارة أن تصعد بك إلى الأعلى..ولكنها لن تبقيك طويلاً هناك.
قد تصعد على قاذورات من غش وخداع ولكن ثق أنك سوف تسقط في وحل من هذه القاذورات
م/ن