السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعتبر مضادات الإلتهاب الغير ستيروئيدية Non-Steroidal Anti-Inflammatory Drugs واختصارا (NSAIDs) –تنطق كالتالي: (N-said)- أكثر الأدوية استخداما في جميع أنحاء العالم.
ويوجد حاليا أكثر من 50 مضاد التهاب غير ستيروئيدي في الأسواق. ويملك أكثرها –بشكل خاص القديم منها- الكثير من الأعراض الجانبية الغير مرغوبة، بينما الأدوية الجديدة تملك تأثيرات ضارة أقل.
وسنتحدث عن تأثيراتها،،، لكن بعد معرفة آلية عمل هذه الأدوية.
لكن قبل التعرف على آلية العمل، دعونا نأخذ فكرة صغيرة عن انزيمات السيكلو أوكسيجيناز cyclooxygenase (COX):
لدينا نوعين من انزيمات السيكلواوكسيجيناز COX هما:
COX-1: يعتبر إنزيم مساعد ومنظم يساهم في عمليات الاستتباب في النسج.
COX-2: وهو انزيم ينتج في الخلايا الإلتهابية ويشكل الوسائط البروستاغلاندينية للإلتهاب.
وهناك نوع ثالث COX-3 اكتشف حديثا... ويعتقد ان تثبيطه له دور في تخفيف الألم والحمى الناتجة عن التفاعلات الالتهابية.
وهناك وظيفتين للـ COX هما: تشكيل البروستاغلاندين PGG2 بشكل أساسي. وتحويل PGG2إلى PGH2
الآن لنتحدث بالتفصيل عن تأثيرات الـ NSAIDs:
1- التأثير المضاد للالتهابات: وهو يحدث بسبب نقص البروستاغلاندينات الموسعة وعائيا (PGE2 – prostacyclin) >> لا يحدث لدينا توسع وعائي >> تقل الوذمات.
لكن يجب الإنتباه على أنه لا ينقص تراكم الخلايا الإلتهابية.
2- التأثير المسكن: نقص البروستاغلاندين >> نقص حساسية مستقبلات الألم للوسائط الالتهابية (كالبرادي كاينين و 5-هيدروكسي تريبتامين –سيروتونين- ) >>إنقاص الألم.
ملاحظة: تخفيف الصداع قد يكون ناجم عن نقص البروستاغلاندينات الموسعة الوعائية.
3- التأثير الخافض للحرارة: إن البروستاغلاندين يؤثر على مركز تنظيم الحرارة في الوطاء ويرفع نقطة تنظيم الحرارة، وبالتالي احداث الحمى.
لكن بعد تثبيط البروستاغلاندين، لا تحدث الحمى.
التأثيرات الجانبية الضارة للـ NSAIDs:
وأغلبها يحدث بسبب تثبيط انزيم COX-1
1- عسر هضم وغثيان وإقياء، وأذيات معدية عند الاستخدام المزمن، مع خطر حدوث نزوف.
وهذا بسبب تثبيط تشكل البروستاغلاندين الواقي للمعدة بعد تثبيط الـ COX-1 المسؤول عن اصطناعه. حيث يقوم هذا البروستاغلاندين في الحالة الطبيعية بتثبيط افراز الحمض المعدي و حماية المخاطية المعدية.
وقد تبين أن واحدا من كل خمسة مستخدمين مزمنين للـ NSAIDs سوف يصاب بأذية معدية.
2- تفاعلات جلدية: وهي تأتي بالمركز الثاني من حيث الشيوع بعد التأثيرات الهضمية. خصوصا عند استخدام الميفيناميك أسيد (10-15%) و السولينداك (5-10%).
3- تأثيرات على الكلية: قد يحدث قصور كلوي (عكوس عند ايقاف الدواء). وهو يحدث بسبب تثبيط البروستاغلاندينات PGE2 و PGI2 المسؤولين عن المحافظة على ديناميكية الدم الكلوي.
4- اعتلال الكلية nephropathy: وهي تحدث بسبب استخدام مديد بجرعات عالية من NSAIDs (كالباراسيتامول) وهو بشكل عام غير عكوس.
5- اضطرابات كبدية وتثبيط نقي العظم: لا يحدث كثيرا.
6- تشنج قصبي: يحدث عند مرضى الربو الحساسين للأسبرين.
الآن ما يهمنا سريريا...الاستخدامات السريرية للـ NSAIDs:
1- لتسكين الآلام الشديدة (الصداع – عسر الطمث dysmenorrhea – آلام الظهر – آلام بعد العمليات)
- ويستخدم لتسكين الألم القصير الأمد كل من الأسبرين – الباراسيتامول – الإيبوبروفين
وللآلام المزمنة: ديفلونيزال – نابروكسين – بيروكسيكام.
2- في حالات الالتهابات الحادة والمزمنة. (التهاب المفاصل الروماتيزمي – النقرس gout – وأمراض النسج الرخوة. ويجب الإنتباه انه عند علاج حالات الالتهاب المزمن يجب استخدام جرعات أعلى من الجرعات المستخدمة لتسكين الألم، ولفترة طويلة. بالتالي قد تحدث بعض التأثيرات الضارة.
ويفضل البدء بدواء ذو تأثيرات جانبية قليلة مثل الأيبوبروفين ولا تستخدم الأدوية الأقوى إلا عند اللزوم وعند المرضى المصابين بقرحات أو نزوف هضمية علوية، يفضل استخدام مثبطات COX-2 الاصطفائية.
3- كخافض حرارة، ويفضل عندها الباراسيتامول بسبب قلة تأثيراته الهضمية، كما أنه آمن عند الاطفال المصابين بمتلازمة رايز Reye's syndrome بعكس الأسبرين.
وأخيرا وليس آخرا...لنتعرف على مثبطات COX-2 الاصطفائية بشكل أوسع قليلا:
هناك دوائين متوفرين للاستخدام السريري: celecoxib و rofecoxib لكن تم سحب الأخير بسبب تأثيراته القلبية الخطيرة.
يعبر السيليكوكسيب خالي من التأثيرات الضارة على جهاز الهضم، ويستخدم لتخفيف آلام عسر الطمث والآلام السنية. والتوافر الحيوي له بحدود 36% ونصف عمره تقريبا 11 ساعة. وهو يستقلب في الكبد.
التأثيرات الغير مرغوبة لمثبطات COX-2:
يزيد السيليكوكسيب ضغط الدم إذا ما اعطي مع دواء خافض للضغط.
ويزيد خطورة حدوث المشاكل القلبية عند المصابين بالتهاب المفاصل الروماتيزمي.
كما يؤثر على الترشيح الكبيبي عند كبار السن.