كانت نسمات الهواء تتمختر حولهما وهما جالسين فى كافيتريا الجامعه .. حينما اخبرها انه يريد ان يقول لها شيئا هاما وعاجلا .. ما جعلهما يفوتان محاضرتهما التى تلقى الان وهما جالسين فى الكافيتريا .
احمد و اسماء .. يعرف كل اعضاء الشله قدر الصداقه والتقارب بينهما والاسرار التى يفضى بها كل منهما للاخر .. حتى عندما كان يريد احد ان يعرف شيئا خاصا عن احمد كان يهرول الى اسماء وحينما تنفى اسماء معرفتها بالموضوع كانت تتردد بعدها جمله : ''احمد سره معاكى '' .
حينما هرول احمد نحوها يخبرها انه يريدها فى موضوع خاص جدا ويريد ان يعرف رأيها فى شىء ما يؤرقه .. لا تعرف اسماء لماذا تغير لونها ودق قلبها على هذا النحو ؟ .. احمد كان وجهه ينبض بالفرحه والسعاده .. شعرت ان لقائهما هذا يختلف عن كل اللقاءات السابقه .. حتى انه نادرا ما تفوته محاضره فضلا عن طلبه منها ان يفوتا محاضره هذا اليوم .
جلست امامه متشوقه لتعرف ما يخبئه فى جعبته .. وكان احمد مبتسما متورد الوجه لا يعرف من اى نقطه يبدأ سرد موضوعه .. حتى أتت اللحظه وفجر مفاجأته التى تلخصت فى جمله واحده : انا حبيت يا اسماء ! تغير وجه اسماء وشعرت ان قلبها ورئتيها وكل ما يحمله صدرها قد اهتز وارتجف رجفه شديده حتى اكمل احمد : اسمها سلمى معانا فى نفس المجموعه .. كان توابع زلزال احمد قد قطع امل انقاذ قلب اسماء من السقوط حتى هوى واستحال بين قدميها .. استأذنته اسماء فى الدخول الى الحمام وهرولت الى داخل الحمام ووقفت امام المرأه تنظر الى وجهها والدموع تغرق وجنتيها .. جففت دموعها وعدلت من مكياجها وتهيأت للخروج.. لكنها تهاوت بجانب الحائط وجلست على الارض وضمت قدميها الى صدرها وبكت بكاءا حارا .
...............
بقلم/ الشاعر والكاتب خالد عيد